"(1951-...)أديبة ومُتَرجِمَة مصرية. تخرَّجت في جامعة الأزهر عام 1974، وعملت بدريس اللغة العربية في كُلٍّ من مصر والمملكة العربية السعودية.من مُؤلَّفاتها: "أن تنحدر الشمس"، و"طعم الزيتون""، و"رحلة السِّمَّان"، و"بيت العانس".وتَرجَمَت أكثر من ثلاثين كتابًا، منها: "فلَّاحو الباشا"، و"أرض الحبايب بعيدة" (بيرم التونسي)، "امرأة محاربة- ذكريات طفولة بنت بين الأشباح"، " موجز التاريخ الطبيعي للحضارة" عن مركز المحروسة للنشر."
"مَن نحن؟". "مِن أين أتينا؟". "إلى أين نذهب؟"... من أقدم الأسئلة التي سألها الإنسان لنفسه، أسئلة متأصِّلة في جماعاتنا، وثقافاتنا، وحضاراتنا. وقادَتْنا هذه الأسئلة إلى النظرة المتمركزة حول الذات: فلسفاتنا وعلومنا بدأت متمركِزةً بالكامل حول الإنسان؛ هو النقطة البُؤريَّة والهدف من الكون. لكن، على مدى سنوات القرن السابق، أصبحنا ندرك أننا أبعَدُ ما نكون عن المركز، بل أيضًا أننا نحتلُّ مكانًا صغيرًا للغاية، ولحظةً زمنيَّةً قصيرةَ الأمد جدًّا. هل يعتمد التطوُّر على التفاعُلات التَّنافُسيَّة السلبية والعلاقات بين الفريسة والمُفتَرِس؟ ما هو الدور الذي لعبه التعاون في نشوء الإنسان وتطوُّر الحضارة؟ هل أدَّى الدفاع الكيميائي لسباق التسلُّح التطوُّري بين النباتات ومُستَهلِكيها إلى إمدادنا بالمستحضرات الدوائية والاتجاهات الرُّوحانيَّة. ما مدى تحكُّم التنظيم الذاتي والتَّراتُبيَّة الهَرَميَّة في النشوء التكافُلي والتطوُّر المشترك؟ وكيف كان ذلك مِدادًا لخريطة طريق التاريخ الطبيعي للوصول إلى نشوء الإنسان وظهور الحضارة؟ هل ظهرت الحضارة الإنسانية عندما انتصَرَت الدوافع التكافُليَّة والتعاونية على الدوافع الفردية والأنانية؟ ما حقيقة وجود الميكروبات داخل أجسامنا؟ وما مدى حاجتنا إليها؟ ما هو الچين الأناني؟ وكيف أصبح عَدوُّنا؟ كيف يمكن أن تؤدِّي هيمنة الچين الأناني إلى تهديد الحضارة وتفاقُم مشاكلنا العالمية الحالية، مثل النُّموِّ السكاني، والاحتباس الحراري، ومحدودية الموارد التي تؤدِّي إلى القَوميَّة والقَبَليَّة."
أشعر كأنني قِطَّةٌ أُمٌّ تصطاد لقُطَيطاتِها. ويجب أن تجدهم بسرعة لأنها في خلال ساعات قليلة سوف تنسى كم كان عددهم، أو ربما تنسى أن لديها أبناء على الإطلاق. لا أستطيع النوم في هذا البلد لأنه لا يُغلِق في الليل: مصانع، معامل تعليب، مطاعم- دائمًا هناك شخصٌ ما في مكان ما يعمل خلال الليل. لا شيء يصبح مُنتَهيًا تمامًا أبدًا هنا. كان الوقت مُختَلِفًا في الصين. سنة واحدة تبقى طويلًا كطول كلِّ الوقت الذي قضيته هنا؛ مساء واحد طويل، يمكنك فيه زيارة صديقاتك؛ وشرب الشاي، ولعب الكروت في كل بيت، وتجدين أن الشَّفَق لا يزال هناك. إن الوقت يصبح مُمِلًّا أيضًا، لا شيء نفعله إلا أن نُروِّح على أنفسنا. هنا يأتي منتصف الليل والأرض لم تُكنس بَعدُ، الثياب لم يَنتَهِ كَيُّها بعد، النقود لم تأتِ بعد. لو عِشنا في الصين لكُنتُ لا أزال شابَّة
كان السؤال دائمًا عن الكيفية التي سينتهي بها العالم موضوعَ تكهُّنات ومجادَلات لدى الشعراء والفلاسفة عبر التاريخ. الآن، وبفضل العلم، بالطبع، نعرف الإجابة: إنها النار. النار بكل تأكيد. حيث إن الشمس، بعد حوالي خمسة مليارات سنة، سوف تتضخَّم حتى تبلغ مرحلة العملاق الأحمر، وتبتلع مدار عطارد، وربما كوكب الزهرة، وتترك الأرض صخرةً متفحِّمةً هامدة مغطَّاة بالحمم المنصهرة. حتى هذه البقايا العقيمة الملتهبة من المحتمل أن تنتهي في نهاية المطاف إلى الطبقات الخارجية للشمس وتتناثر ذَرَّاتها في الغلاف الجوي المتهرِّئ للنجم المحتضر. إذن: هي النار. استقرَّ الأمر. كان فروست على حقٍّ في المرة الأولى. لكنه لم يكن يفكر بالعمق الكافي. أنا عالمة متخصِّصة في الكون. أدرس الكون ككلٍّ، على أوسع نطاق. ومن هذا المنظور، العالم عبارة عن ذَرَّة غبار لطيفة صغيرة ضائعة في كونٍ واسعٍ ومُتنوِّع. وما يهمني، على المستوى المهني والشخصي، هو سؤال أكبر: كيف سينتهي العالم؟